Recent Posts

samedi 10 décembre 2011

اليوسفية


اليوسفية مدينة في وسط المغرب.تبعد عن مدينة الدارالبيضاء ب 230 كلم إلى الجنوب.وعن مدينة مراكش ب 80 كلم إلى الشمال الغربي.يبلغ عدد سكانها حوالي 60 الف نسمة ينتمون في معظمهم إلى قبائل "احمر" المنتسبة إلى قبائل عربية مشرقية باليمن (بني معقل). ويشتهر شيوخ قبائل احمر بالفروسية والرماية وتربية الصقوروالصيد بها. اما مدينة اليوسفية فتشتهر باستخراج الفوسفاط منذ الثلاثينات من القرن 20 .حيث يبلغ انتاجها 33% من الانتاج المغربي من هذه المادة.وكانت اليوسفية تحمل اسم Louis gentil نسبة إلى اسم المهندس الفرنسي الذي اكتشف بها الفوسفاط اوائل القرن الماضي. تمتاز ساكنتها بالبساطة والروح الرياضية حيث تحتل الفرق الرياضية المحلية الصدارة على الصعيد الوطني خاصة في رياضة الجمباز ..وكانت المدينة تحمل أسماء من قبيل "مدينة الدولار" او "باريس المغربية"وذلك ابان الاستعمار الفرنسي للمغرب حيث كانت المدينة تعرف ازدهارا فكريا و اقتصاديا رائدا بالمغرب.. ظلت مدينةاليوسفية بعد سنوات الاستقلال ارضا خصبة للمد اليساري بفعل مناجم الفوسفاط التي خلفت وراءها يدا عاملة منضوية تحت لواء نقابات قوية تتحرك للدفاع عن حقوقها. وهكذا في سنة 1961 ابان الاضراب الذي عرفه المغرب. خرجت المدينة كلها في شبه عصيان لتندد باعتقال الاقطاب اليساريين (ع.اليوسفي) و (ف.البصري) ، ثم تحولت بعد ذلك الى معقل للسلفية الجهادية..

بطاقة تقنية لمدينة اليوسفية
الموقع : جهة دكالة – عبدة. إقليم أسفي المساحة : حوالي 25.50 كلم2 عدد السكان : 64.518 نسمة (إحصاء 2004)
•    عدد الأسر :12528
•    نسبة النمو : %0.7
معطيات جغرافية: الحدود : شمالا : جماعة أولاد عمران
•    شرقا : جماعة الكنتور
•    غربا : جماعة جمعية السحيم
•    جنوبا : جماعة السبيعات
المناخ : مناخ شبه قاري جاف التقسيم الإداري:
•    باشوية
ثلاث ملحقات إدارية جماعة حضرية الأنشطة الاقتصادية: نشاط معدني (استخراج ،تكليس وتنشيف مادة الفوسفاط) تجارة استهلاكية قطاع خدماتي معطيات اجتماعية: التعليم: عدد المؤسسات التعليمية : 18 (ثانويتين،5 اعداديات، 10 مدارس ابتدائية) الصحة: (الوحدات الصحية): القطاع العمومي :03
•    القطاع الشبه عمومي:01
•    القطاع الخاص: 01
التكوين المهني : عدد المؤسسات 01 (مركز الأهيل المهني، وبه قسم للتكنولوجيا) عدد مراكز التربية والتكوين :01 التعاون الوطني الشبيبة والرياضة : عدد دور الشباب :02
•    عدد الأندية النسوية :



عند مدخل نجد الكنتور من ناحية الشمال المنفتح على تأثيرات دكالة و عبدة، تنتصب مدينة اليوسفية شاهدة على تاريخ و دينامكية نجد ألگنتور الذي تعتبر هبة له.
تفيد الإشارات الواردة في العديد من المصادر التاريخية، أن نجد الكنتور شكل عبر مساره التاريخي وخاصة في الفترة الحديثة من تاريخ المغرب، محورا طرقيا استراتيجيا ربط مابين مدن دكالة القديمة ( أزمور ـ المدينة الغربية... ) وأغمات عبر بحيرة زيما ورباط شاكرمن جهة، و مابين نفس المدن و مراكش بعدما حلت هذه الأخيرة محل أغمات عبر بحيرة زيما من جهة ثانية. وملجئا للقبائل المتمردة على البرتغال خلال توسعاته في منطقة دكالة، مثل أولاد عمران الجنوبية.
هذه الأهمية الاستراتيجية لنجد الكنتور كانت مقرونة بديناميكية سكانية ترجمها احتواءه على مجموعة من التجمعات السكانية المهمة التي اندثر بعضها ولا زالت معالم البعض الآخر قائمة وفي حاجة إلى الاهتمام بها من طرف المهتمين بعلم الآثار ك ( تكرنت ) و ( كراندو )...
وإذا كنا لا نعرف بالضبط تاريخ تأسيس مدينة اليوسفية الحالية، فإن ما عرفته من تحول على مستوى الاسم الذي كان في البداية ( كشكاط )، ثم تحول إلى ( لوي جانتي ) وأخيرا ( اليوسفية )، يوحي بتواجدها قبل اكتشاف الفوسفاط بنجد الگنتور، كما يجعل منها امتدادا للمدن السالفة الذكر ( تكرنت ) و ( كراندو )...
تشير المونوغرافيات الفرنسية إلى أن مدينة اليوسفية الحالية، كانت تحمل اسم ( كشكاط ) نسبة إلى أحد الوديان الموسمية الذي يخترقها من الجنوب، وإذا كنا لا نعرف أصل كلمة ( كشكاط ) فمن الراجح بالنظر لموقع المدينة المتواجد في أدنى نقطة من نجد الگنتور، وبالنظر للتواجد الأمازيغي بالمنطقة أن اسم ( كشكاط ) له أصول أمازيغية خاصة أن ابن الزيات عند حديثه عن أحد أولياء بالمنطقة قال " ومنهم أبو مهدي وبن ( السلامة )... من أهل ( أسكطاي ) « ومعناه التل العاري من النبات، وتلك هي حقيقة تلال نجد الكنتور فهي خالية من النباتات ومن المياه الجارية. وهو ما جعلنا نرفض الرواية التي تشير إلى أن اسم ( كشكاط ) مشتق من الطبقات الأربع للفوسفاط التي تم اكتشافها بمنطقة الكنتور.
وإذا كنا لا نتوفر على أية معلومات حول ( كشكاط ) المدينة الأصل فإن ما أسعفتنا به مجموعة من المونوغرافيات الفرنسية من معلومات تفيد بأن تطور هذه المدينة ارتبط باكتشاف معدن الفوسفاط في النصف الثاني من عشرينيات القرن الماضي على يد الجيولوجي الفرنسي ( لويس جانتي ) الذي حملت المدينة اسمه طيلة الفترة الاستعمارية.
لكن هذا التطور كان صعبا وبطيئا كما هو عليه الحال اليوم مع فارق، هو أن تطور مدينة ( لوي جانتي ) في بداية ثلاثينيات القرن الماضي حالت دونه عوامل موضوعية تجد تفسيرها في الأزمة الاقتصادية العالمية لسنة 1929 وما ترتب عنها من انعكاسات سلبية في جميع الميادين مست دول العالم الرأسمالي والدول المرتبطة بها، وفي الحرب العالمية الثانية ( 1939 ـ 1945 ).
هاذين العاملين إذا ما أضفنا لهما ضعف التقنيات والوسائل التي كانت مستعملة في استخراج معدن الفوسفاط وتنشيفه مابين 1934 و1959 بما فيها استعمال الجمال والأطفال في عملية تنشيف الفوسفاط، نفهم مدى محدودية استخراج معدن الفوسفاط إذ لم تتجاوز الكميات المستخرجة 13 مليون طن على امتداد 25 سنة، كما نفهم مدى محدودية تطور المجال العمراني للمدينة، وضعف ساكنة المدينة.
وإذا كانت اليد العاملة تعتبر العنصر الأساسي في أية عملية إنتاج، فإن ظروف العمل القاسية التي كانت سائدة آنذاك، وضعف الأجور، دفعت بالعديد من العمال الحمريين إلى الفرار من مناجم استخراج الفوسفاط والتحاق بأنشطتهم المفضلة ( الزراعة وتربية الماشية ) مما تسبب للمسؤولين الفرنسيين في كثير من الأزمات لم يتم تجاوزها إلا عن طريق جلب اليد العاملة من خارج منطقة أحمر، مما جعل مدينة ( لوي جانتي ) تعرف تنوعا بشريا ستنعكس آثاره على سلوك وثقافة المدينة.
و بعد سنة 1959 ستعرف المدينة مجموعة من التحولات، ستجد ترجمتها في الاسم الجديد ( اليوسفية ) تيمنا بالسلطان مولاي يوسف، وفي التوسع العمراني الذي ستعرفه المدينة الفوسفاطية والذي سيجعل منها مدينة نموذجية، بحكم ما تتوفر عليه من بنيات تحتية، ومرافق اجتماعية وترفيهية، هذا إلى جانب النمو السكاني الذي سيتطور بوثيرة تصاعدية.
وفي منتصف السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضي، ستجد مدينة اليوسفية نفسها غير قادرة على استعاب الأعداد الهائلة من المهاجرين القرويين من مختلف المناطق المحيطة بها ( دكالة ـ عبدة ـ احمر... ) مما سيجعل من مدينتها الفوسفاطية نشازا داخل فضاء تنطقه أحياء عشوائية يفتقر أغلبها إلى تصاميم معمارية، وإلى البنيات التحتية، من طرق وكهرباء وماء شروب وقنوات الصرف الصحي ومرافق اجتماعية وترفيهية...
وفي غياب سوق للشغل وتزايد أعداد العاطلين وافتقار العديد من الأحياء لمقومات التمدين... هل ستحظى اليوسفية بوابة منطقة أحمر من الشمال باهتمام من طرف المسؤولين؟
معالم:
ـ غابة العروگ: وأنت قادم إلى مدينة اليوسفية من اتجاه مدينة الدار البيضاء، فإن ما يصادفك ويثير انتباهك هو الغطاء النباتي الذي ينطق المدينة من ناحية الشمال، لكن هذا الفضاء الذي شكل لسنين متنفسا لقاطني اليوسفية، بدأ يتعرض للاندثار دون أن يتم الانتباه إلية من طرف المسؤولين.
ـ حمام المزيندة: يعتبر من أهم الحمامات على الصعيد الإفريقي من حيت هندسته وشكله المعماري ذي الطراز الرفيع، تم تشييده في الأربعينيات من القرن الماضي، وبدلا من أن يتم تحويله إلى متحف يصون تراث المدينة، تم الشروع في تغيير معالمه، مما سيحرم المدينة من مجموعة من المعالم العمرانية والأثرية.
ـ قاعة الجمباز: كانت في البداية عبارة عن كنيسة لإقامة الطقوس الدينية، وهي بناية رائعة من حيت شكلها الهندي وفنها المعماري، ثم تحولت مع فترة الاستقلال إلى قاعة للجمباز وكانت شاهدا على أهم النتائج التي حققها أبطال اليوسفية في هذا الميدان، مؤخرا تم تحويلها إلى متحف لصيانة ذاكرة المدينة

2 commentaires:

السلام عليكم شكرا على المعلومات القيمة حول المنطقة .المرجو ذكر المراجع و المصادر التاريخية المعتمدة في هذا المقال و شكرا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا هل لنا بمعرفة المصادر والمراجع التي اعتدمتم عليها بخصوص هذا المقال

Enregistrer un commentaire